انتقد الدكتور رشدى سعيد، عالم الجيولوجيا المصرى، المقيم فى أمريكا، الحكومة والأوضاع فى مصر، التى وصفها بـ«المتدهورة»، بسبب مشكلات المياه والتعليم والصحة وغياب الديمقراطية. وقال سعيد فى تصريحات لـ«المصرى اليوم» فى واشنطن إن التوتر الدينى يسيطر بشكل كبير على المجتمع، بعد اندلاع عدد من الأزمات الطائفية فى الآونة الأخيرة، مؤكداً أن «الفتنة الطائفية» يجب أن تكون المشكلة الأولى التى تتصدر أولويات الرئيس مبارك، وقال إن الحل الوحيد لها هو أن تتحول مصر لدولة مدنية.وأعرب سعيد عن أسفه لمواقف الكنيسة، معتبراً أنها «تتدخل فى السياسة، وهذا أمر مرفوض، ولم تشهده مصر من قبل، فبدلاً من أن تركز الكنيسة دورها فى الشؤون الروحية، أصبحت تتدخل فى السياسة وتعبر عن تأييدها للحزب الوطنى وترشيح جمال مبارك للرئاسة».وعن جماعة الإخوان المسلمين، قال سعيد إنهم «لن يستطيعوا الوصول إلى الحكم مثلما حدث مع حزب العدالة والتنمية فى تركيا، لأنهم لا يتمتعون بذكاء الأتراك، والقيادة السياسية فى مصر لن تسمح لهم بذلك، لكنهم فى الوقت نفسه ليس لديهم مستقبل إلا هذا الطريق، وإذا استطاعوا أن يأتوا بالقيادة المناسبة فسيصلوا إلى الحكم». وتوقع الدكتور رشدى سعيد ألا يحدث تغيير كبير فى مصر، لأن «الإدارة الأمريكية مشغولة بالقضية الفلسطينية، والرئيس الأمريكى باراك أوباما سعيد بالوضع الحالى فى مصر».وقال سعيد إن الحكومة «نجحت فى أن تشغل المواطنين بالبحث عن لقمة العيش، فيما استولى ٢٠٠ ألف شخص على ثروة مصر بعد أن استفادوا من نظام مبارك»، ووصف جمال مبارك، أمين السياسات بالحزب الوطنى، بأنه «رجل غير محبوب ومن الصعب أن يحبه الناس، لكن فى الوقت نفسه أمامه الفرصة لحكم مصر، وأمريكا لا تمانع، لأن أحداً لم يظهر أمامه فى الصورة إلا الدكتور محمد البرادعى الذى يعد عصا فى طريق جمال». وعن أزمة مياه النيل، أكد عالم الجيولوجيا المصرى أنه من الناحية العملية يصعب تهديد حصة مصر من المياه، مشدداً فى الوقت نفسه على أن مصر يجب أن تؤدى دوراً مهماً جداً تجاه دول حوض النيل، خاصة إثيوبيا التى لديها إمكانيات كبيرة، وقال إن «جمال مبارك و(شلّته) لا يعرفون أفريقيا ولا يهتمون بها، ويتجهون دائماً إلى أوروبا، لأن أفريقيا تمثل بالنسبة لهم (بلاد الأدغال)».
رشدى سعيد: «الفتنة الطائفية» يجب أن تتصدر أولويات الرئيس وتدخُّل الكنيسة فى السياسة مرفوض