رداً على اتهام الأقباط بالتسلح من إسرائيل سكرتير المجمع المقدس يهاجم القرآن والبابا يعتذر
كاتب الموضوع
رسالة
Admin مدير ومؤسس منتديات الهيام (HERO. )
النشاط : 1137348الموقع : https://www.facebook.com/groups/MansourachatGroup/
موضوع: رداً على اتهام الأقباط بالتسلح من إسرائيل سكرتير المجمع المقدس يهاجم القرآن والبابا يعتذر الخميس 30 سبتمبر - 12:18:54
على الرغم من الخطوة الكبيرة والمسؤولة التي أقدم عليها البابا شنودة الثالث، والمتمثلة باعتذاره لمسلمي مصر، والمسلمين عامة، عن كلام نائبه وسكرتير المجمع المقدس؛ الأنبا بيشوي، الذي تعرض فيه للقرآن الكريم، فإن حالة الغضب التي اجتاحت مسلمي مصر لم تهدأ، حيث رأى الأكثر تشدداً فيهم أن الاعتذار مطلوب، لكنه لا يكفي، حيث يجب أن يقترن بإجراء ضد الأنبا بيشوي، فيما عبر الفريق المعتدل عن قلقه البالغ المؤسس على أن ما صدر من إساءة للإسلام والمسلمين، صدر عن أحد أبرز رموز الاعتدال في الكنيسة المصرية.. فكيف الحال بالمتشددين والمتعصبين؟كلام البابا شنودة إذاً قد لا يكفي لرأب الصدوع التي تضرب العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في مصر، تلك العلاقة التي باتت مهددة بما هو أسوأ، في ظل تحفز الجانبين واستعدادهم للصدام، وهو استعداد لافت للانتباه، في ظل حالة البرود السياسي البادية في مصر، وقد تابعنا جميعاً كيف احتفت وسائل إعلام عربية وغربية بمظاهرتين مصريتين شهدتهما القاهرة والإسكندرية قبل أيام ضد التوريث. وفي حين غامر بعض منظمي المظاهرتين بوصفهما بالتاريخيتين أو المفصليتين، لم تتردد بعض وسائل الإعلام في وصفهما بالعارمتين، أو الكبيرتين، في حين أن الرقم التقريبي لعدد من شاركوا في المظاهرتين لا يزيد في أي حال من الأحوال عن 500 شخص.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وبينما راح المحللون يتسابقون في تحليل ظاهرة تقاعس المصريين عن المشاركة في مظاهرات ضد نظام حكمهم الذي تجزم الاستطلاعات بأنه نظام معترض عليه من أغلبية المصريين، وبينما يتبارى المحللون في رد الأسباب السلبية المصرية إلى سطوة المشكلات الحياتية والاقتصادية على المواطن المصري، ومسؤولية هذه السطوة على إحباط المصريين وابتعادهم عن السياسة بشكل عام، وعن الاستجابة لدعوات التظاهر والاعتصامات والوقفات الاحتجاجية، فوجئ هؤلاء المحللون والمراقبون بأعداد كبيرة بالفعل من المصريين ينزلون إلى الشارع في فريقين متقابلين؛ الأول يعبّر عن العصبية المسلمة التي خرجت للاحتجاج على مهاجمة الانبا بيشوي للقرآن الكريم، وادعائه بتحريفه في عهد الخليفة عثمان بن عفان، فضلاً عما جاهر به المتظاهرون من إعلان التضامن مع الدكتور محمد سليم العوا، الذي تبنى اتهام الكنائس المصرية بجلب السلاح من إسرائيل، فيما مثّل المحتجون على الطرف الآخر، العصبية المسيحية التي لم تقف عند حدود مهاجمة الدكتور العوا، لكنها شقت طريقا نحو استباحة القرآن، وجعْله مادة للأخذ والرد والتشكيك، وذلك - كما يقول مسيحيون كثر - من باب التعامل بالمثل مع مسلمين يتعرضون بالإساءة إلى الإنجيل، ويتحدثون عن تحريفه.أحد المشاهد القاتمة في مصر الآن، تشير إلى أن نكوص ويأس وقلة حيلة المصريين وأزماتهم القاهرة، تختفي تماماً وتسحب من التداول والتبرير إذا ما تعلق الأمر بمناكفات بين المسلمين والمسيحيين.. وأن أضعافاً مضاعفة جاهزة للنزول إلى الشارع، وإلى الاشتباك في حال ما تطورت المناكفات إلى مستوى الفتنة التي يصمم البعض على وصفها بالنائمة، فيما تؤكد الوقائع على الأرض على أنها مستيقظة ومتنمرة، ومتربصة بمصر والمصريين.رموز التعقل في مصر من الطرفين يبذلون جهوداً مضنية لرأب الصدع، ومحاولة إلقاء التبعية على النظام الذي يتهمونه بنشر إدارات مهمتها جذب انتباه المصريين عن ملف التوريث، وملفات فضائح الفساد المالي والإداري، حتى ولو كان الثمن هو خلق فتنة طائفية تأكل يابس مصر ما تبقى من أخضرها.. ومع ذلك لا يمكن في أي حال من الأحوال الحديث عن أي نجاح أصاب جهود هؤلاء العقلانيين، فالصدع يتحول إلى صدوع، والشرخ الوطني ينذر بشق حقيقي، يمكن أن يفتح الأبواب على مصارعها، لدخول كل من هب ودب على خط التسعير، حتى ولو انتهى إلى شعارات وبرامج انعزالية أو إقصائية.. أما سبب إخفاق العقلانيين، فيعود إلى حجم الاستفزاز والاتهامات المتبادلة، وإلى الرموز التي دفعت بنفسها إلى مقدمة الصفوف بوعي أو من دون وعي.فكما ذكرت (الثبات) في (العدد السابق)، من أن تبني الدكتور محمد سليم العوا لاتهام مسيحيين بجلب سلاح من إسرائيل، يرفع من درجة الالتهاب الطائفي، لما يمثله الدكتور العوا من قيمة دينية وثقافية وقانونية، جاء الرد من الأنبا بيشوي نائب البابا وسكرتير المجمع المقدس ومطران كفر الشيخ و البراري، الذي فاجأ قطاعات واسعة من المسيحيين قبل المسلمين، بالتشكيك في القرآن، وبأنه من عند الله، فضلاً عن وصفه بالتناقض، وبأنه تعرض إلى الحذف والإضافة.. كل هذا فضلاً عن ترديد إحدى أكثر العبارات استفزازاً للمسلمين، وهي أنهم ضيوف على الأقباط' وبالتالي على مصر'الأنبا بيشوى قال من ضمن ما قال: إنهم يقولون أن المسيح لم يمت، ونرد عليهم فلماذا يقال في قرآنهم {السلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حياً} (سورة مريم 32)، وكذلك لماذا يقال {يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي} (سورة آل عمران 54)، فتلك الآيات مكتوبة في كتابهم، وأضاف: هم يردون بالنص القائل {وما قتلوه وما صلبوه ولكن شُبِّه لهم} (سورة النساء 156)، وفي هذا الصدد قلت لهم إن المعتدلين من كبار المفسرين المسلمين عبر التاريخ يؤيدون المسيحية، ويفسرون هذه العبارة بقولهم إذا كان المقصود شخص يشبه لقال "شُبه به لهم" وليس شُبّه لهم، فالمقصود أنه خُيِّل إليهم ولم يكن هناك من يشبهه، واستشهد بيشوي بتفسير الرازي قائلاً: في تفسيره السبع مجلدات المشتهر بـ(التفسير الكبير) و(مفاتيح الغيب)، والذي وصفه بأنه أقوي المراجع الإسلامية، إنها إهانة لله أن يجعل شخص شبه يصلب بدلاً منه، لأن هذا يعني أن الله غير قادر أن ينجيه، وما ذنب الذي صلب في هذه الحالة يعتبر ظلم.. الأنبا بيشوى وضع جزءاً كبيراً من تهجمه في إطار حديث قال إنه كان قد جمعه مع سفير مصر في قبرص، في حضور كل رجال السفارة، وكيف انبرى السفير المصري ليؤكد على أن ذكر القرآن للأب والكلمة والروح القدس وأنهم إله واحد.. الأنبا بيشوي الذي لم يحدد تاريخ اللقاء ولم يذكر هل السفير المصري المقصود هو محمد عبد الحكم، أم السفير أحمد راغب، حرص في نقل ما دار في اللقاء بصورة تظهر من كان في اللقاء من مسلمين، لا كخاضعين لكلامه فقط، لكن كمستسلمين تماماً للعقيدة المسيحية، وخاضعين على الرد على أسئلته، خصوصاً حينما سأل: هل الآيات التي تهاجم المسيحيين قيلت أثناء بعثة نبي الإسلام، أم أنها أضيفت أثناء تجميع عثمان بن عفان للقرآن الشفوي، وجعله تحريرياً لمجرد وضع شئ ضد المسيحية؟ ثم حسم الأنبا بيشوي كلامه بالقول: لا يمكن أن يكون هناك أي وفاق بين المسيحيين والمسلمين طالما أنهم (أي المسلمين) يرددون: {لقد كفر الذين قالوا أن المسيح هو الله}.مظاهرات المسلمين الغاضبة لم تكتف بمهاجمة الأنبا بيشوي والكنيسة، والمسيحيين، لكنها حرصت على إعلان التأييد المطلق للدكتور محمد سليم العوا، الذي هتفوا له: (قول خانوا وإحنا وراك.. مش هنسيبك وإحنا معاك)، وتقدم ستة من المحامين وهم محمود عبد الشافي وحسن علي محمود والمشير أحمد علي وشريف أحمد عطية ومحسن مخلوف وعلاء علم الدين ببلاغ للنائب العام المستشار عبد المجيد محمود حمل رقم 16771 ضد الأنبا بيشوي، احتجاجاً على تصريحاته، وطالبوا أيضاً بسرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة نحو إخضاع الكنائس والأديرة للرقابة المالية والإدارية والتفتيش بصفة دورية، بالإضافة إلى سرعة التحقيق في البلاغ المقدم، وكذا سائر البلاغات المقدمة بهذا الشأن وإعلان نتائج التحقيقات.وطالب البلاغ المقدم إلى النائب العام بضرورة أن تقوم الكنيسة بواجباتها تجاه قساوستها الذين يرتدون الزي الكهنوي الرسمي، ويحملون الرتب الكهنوية الرسمية، والذين يهاجمون الإسلام ورموزه.
رداً على اتهام الأقباط بالتسلح من إسرائيل سكرتير المجمع المقدس يهاجم القرآن والبابا يعتذر