[center]يعتبر اللعب جزءا مهما في عالم الأطفال، والطفل هو الأكثر إحتياجا إلى اللعب لتنمية قدراته الذهنية والبدنية ، اللعب ليس مجرد شيء عابر يفعله الأطفال بل إنه شيء شديد الاهمية في حياة الطفل لأنه يساهم في خلق الطفل المتكامل من جميع الجوانب الروحية، النفسية، الحركية، العقلية، الإجتماعية والإنفعالية . إن اللعب هو الرافد الذي تتسرب بواسطته المعرفة للطفل ومن خلاله يكتشف الكثير عن طاقاته وعن العالم المحيط به، وعن طريق اللعب يلبي الطفل رغبته في المشاركة في حياة الكبار ويثري شخصيته بالعديد من المزايا والصفات المفيدة . وليس جديدا القول بأن لعب الأطفال هو الطريق الأمثل للتفكير الصحي، وسلامة البدن والعقل والثقة بالنفس، ومواجهة مصاعب الحياة في المستقبل . وهو أيضا من المتع الأساسية، فالأطفال المحرومون من اللعب هم في الحقيقة أطفال بلا طفولة، هذا ما يؤكده علماء النفس والتربية. إن أنماط الحياة في العصر الحديث جعلت الأطفال محرومين بشكل كبير من ممارسة اللعب واللهو كما ينبغي، فأطفال اليوم لم يعد لديهم الوقت الكافي للعب. على الرغم من تأكيد الخبراء على ضرورة أن يظل الأطفال في نشاط مستمر. ومما يزيد حدة هذه المشكلة أيضا إنشغال الأباء في ممارسة الأعمال الخاصة بهم، كما أن خروج المرأة للعمل قلل إلى حد كبير من الوقت الذي تقضية مع أطفالها، وأصبح الوقت المخصص لذلك يقتصر على قضاء احتياجات البيت الرئيسية، وأداء الواجبات المدرسية، ولم يعد هناك أي وقت لممارسة اللعب مع الأطفال.ويعد التربويون اللعبة التي لاتحقق شروط النمو بجوانبه المختلفة هي لعبة غير صحية، ولا سليمة لأن الطفل كي يحقق تجربة الحياة بكل معانيها من خلال اللعب لابد أن تحقق اللعبة له النمو في كافة الجوانب. ويجب على الوالدين أن يتركوا أطفالهم يمارسون اللعب التلقائي، فهذه النوعية من اللعب تجعل الأطفال ينفسون عن طاقاتهم الكامنة بصورة صحيحة وسليمة، وسريعة. إن عقل الطفل ينشط اثناء اللعب، ويحدث ذلك بشكل غير ملحوظ مثلما يحدث في الأفعال غير الإرادية التي لاتقع تحت سيطرة التفكير، فالعودة إلى التلقائية لنمو العقل- من اللعب- أمر ضروري سيما في المراحل الأولى لنمو الطفل. ومن الفوائد الأساسية للعب الأطفال أيضا أنه يعد الطفل للتعامل مع الظروف المفاجئة والطارئة سواء في الحاضر أو المستقبل، كما أنه يجعل الطفل مسؤولا عن نفسه أثناء اللعب، ولا يحتاج لمراقبة الاخرين، وهذا الأمر ينطوي على اثار مهمه تتعلق بالنمو النفسي للطفل من النواحي الوجدانية، والإجتماعية، والنفسية. ويقول الدكتور -جان بياجيه - إختصاصي علم نفس النمو السويسري-( إن اللعب يؤدي دورا لاغنى عنه في تطور الطفل بدنيا ، واجتماعيا، وعاطفيا ، وأخلاقيا ، وإدراكيا، ويجعل ذلك الطفل يعيش حياة نفسية سعيدة ومستقرة. كما يعد معظم التربويون وعلماء النفس، تشجيع الطفل على اللعب جزءا لايتجزأ من الطب الوقائي، وبالتالي فان اللعب حق أساسي لكل طفل مهما تكن الظروف