نظّم مهرجان أبوظبي السينمائي، الأربعاء، ندوة حول العلاقة القائمة بين الروائي المصري الراحل نجيب محفوظ، والسينما، سواء تلك التي قدّم لها نصوصاً مكتوبة، أو التي ساهم في كتابة نصوص خاصّة بها، أو عبر روايات اقتبسها مخرجون مصريون ومكسيكيون، رأى بعضهم فيها امتداداً لاشتغاله السينمائي وتأمّلاته الفكرية والإنسانية، كما نظم المهرجان، عروضاً سينمائية، لثمانية أفلام بينهما فيلمين مكسيكيين ومعرض ملصقات أفلام مقتبسة من روايات «محفوظ»، إضافة إلى كتاب تناول جوانب مختلفة من حياته. وقد شارك في الندوة من مصر، الناقد سمير فريد، وكمال رمزي، ووائل عبد الفتاح، إضافة إلى الباحث العراقي انتشال التميمي. وألقى المدير الفني للمهرجان، بيتر سكارليت، كلمة تحدث فيها عن بدايات الفكرة وتحويلها إلي واقع كما قدم المخرج المكسيكي أرتورو ربنستين الذي قدم فيلم «بداية ونهاية»، الذي استعاد تفاصيل شخصية مرتبطه بعلاقته بالرواية والتي أجبرته علي تحويلها لفيلم سينمائي. ومن جهته، حدّد سمير فريد نقاطاً أساسية رأى فيها الأنسب لرسم ملامح العلاقة بين محفوظ والسينما، مشيراً إلى أن غياب التوثيق السليم والمعلومات الصائبة حالت دون التأكّد من صحّة المعلومات الخاصّة بالأرقام، التي قال «فريد» إنه اشتغل طويلاً عليها لتوضيحها وتثبيتها. وأكد أن هناك محاور عديدة للعلاقة هذه، بدأ من الأفلام التي كتبها، أو التي اشترك في كتابتها ولم تُنشر كأعمال أدبية، وأضاف أن هناك 29 فيلماً أُنجزت بين العامين 1947 و1978، تحدّث عن بعضها، كقيم فنية وكأخبار متداولة. واعتبر «فريد» أن محفوظ كتب للسينما عندما توقّف عن كتابة الأدب، وذكر أنه من المؤكّد أن الكتابة للسينما تحقّق عائدات مالية أكبر من عائدات الأدب، لكن المؤكّد أيضاً أن «محفوظ» لم يسع لحياة الرفاهية طوال حياته. أما وائل عبد الفتاح، فتسائل عمّا إذا كان يُمكن للمرء أن يتخيّل سينما واقعية من دون نجيب محفوظ، معتبراً أن حصادها سيكون «ساذجاً، أو خاضعاً لصُوَر ذهنية» مُفارقة لـ«فن الصور المتحرّكة»، وقال إن «محفوظ» أول أديب عمل في السينما، مضيفاً لا مبالغة في التأكيد على أنه «أكثر الأدباء تأثيراً في خلق ما يُمكن وصفه بالكتابة للسينما
«مهرجان أبو ظبي السينمائي» يحتفي بـ«نجيب محفوظ» في ندوة لتكريمه