كشف برنامج الحقيقة الذي يقدمه الزميل الصحفي وائل الإبراشي عن وجود أزمة عنيفة بين عمرو موسي ـ الأمين العام لجامعة الدول العربية ـ من ناحية وكل من السعودية والكويت من ناحية أخري بسبب ما أسماه البعض رغبة موسي في منح نفسه صلاحيات وسلطات فردية بمعزل عن وزراء الخارجية العرب، خاصة تلك المتعلقة بالتمديد لرؤساء بعثات الجامعة العربية في العواصم العالمية المهمة مثل نيويورك وواشنطن وباريس وجنيف، حيث يرغب عمرو موسي في الاحتفاظ بوجود أسماء بعينها من رجاله المحسوبين عليه، فيما تعترض السعودية والكويت علي ذلك علي اعتبار أن كل رؤساء البعثات الذين يصر موسي علي التمديد لهم تجاوزوا السن وأصيبوا بالشيخوخة الدبلوماسية، وبالتالي فمن حق الأجيال الجديدة من الدبلوماسيين أن تحل محلهم، وتتهم الدولتان ـ السعودية والكويت ـ عمرو موسي بأنه اضطر ـ في إطار رغبته هذه ـ إلي التلاعب في قرارات الجامعة العربية وتغييرها، وكشف السفير أحمد قطان ـ مندوب السعودية الدائم لدي جامعة الدول العربية ـ للزميل وائل الإبراشي عن أسرار الخلاف ونصوص الخطابات الرسمية المتبادلة، وقال: إن الخلاف بدأ حينما أصر موسي علي التمديد لرئيسي بعثتي الجامعة العربية في واشنطن ونيويورك السفير دكتور حسين حسونة ـ مصري ـ والسفير يحيي المحمصاني ـ لبناني ـ رغم صدور قرار من وزراء الخارجية العرب منـذ 4 أعوام ونصف العام وبالتحديد في مارس عام 2006، بإحالة السفيرين إلي التقاعد لكبر سنهما ولطول فترة بقائهما في منصبيهما، إلا أن هذا القرار الوزاري لم ينفذه عمرو موسي حتي الآن لتمسكه برئيسي البعثتين علي غير رغبة وزراء الخارجية العرب، وأضاف السفير أحمد قطان: أن المشكلة الأولي خرجت منها مشكلة ثانية، ففي مارس الماضي طلب الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسي من وزراء الخارجية العرب التمديد لرئيس بعثة الجامعة العربية في باريس فاعترض الوزراء بشدة لأنهم أصدروا قراراً من قبل بعدم التمديد لهذا السفير تحديداً مهما تكن الأسباب وضرورة إحالته للتقاعد بسبب طول فترة بقائه في منصبه، وواصل السفير قطان قائلاً: ألح السيد عمرو موسي في طلبه وقال لوزراء الخارجية العرب: أريد التمديد له وهذه رغبة شخصية فاضطر وزراء الخارجية للموافقة علي طلب موسي تقديراً له من ناحية وتفادياً للأزمة معه من ناحية أخري.
واستطرد السفير قطان: إلي هنا والأمور عادية، إلا أن الخلاف الأكبر فيما هو قادم، حيث فوجئت الدول العربية بأن قرار الجامعة الذي وافق عليه وزراء الخارجية العرب بالتمديد لرئيس بعثة الجامعة العربية في باريس تغير تماماً إلي صيغة أخري، وهي: مجلس وزراء الخارجية العرب يقرر تفويض الأمين العام للجامعة العربية بالتمديد لرؤساء البعثات.. ومعني ذلك ـ حسب كلام السفير قطان ـ أن السيد عمرو موسي منح نفسه بموجب هذا القرار صلاحيات ليست له وإنما هي من سلطات وزراء الخارجية العرب لذلك أرسل سمو الأمير سعود الفيصل ـ وزير الخارجية السعودي ـ رسالة احتجاجية إلي السيد عمرو موسي طالبه فيها بالعودة إلي القرار الصحيح الذي وقع عليه الوزراء والالتزام بعدم تغيير صيغة قرارات الجامعة، وقال السفير قطان: في مداخلتي في اجتماع الجامعة العربية الأخير منذ أسبوعين قلت: إذا أراد الأمين العام للجامعة أن يحصل علي صلاحيات وزراء الخارجية العرب فلا مانع بشرط أن يتم ذلك وفقاً للقانون ونظام العمل في الجامعة.
وأضاف: لسنا وحدنا الذين اعترضنا ولكن الكويت أيضاً اعترضت واحتجت وسوريا رفضت لأسباب مختلفة.
ونفي السفير أحمد قطان ما يدور في الكواليس السياسية من أن السعودية تخطط للإطاحة بالأمين العام للجامعة العربية عمرو موسي بسبب هذه الخلافات، وقال: السعودية مازالت تري أن عمرو موسي هو الأصلح لتولي هذا المنصب في ظل الظروف الحالية، ونفي أيضاً أن تكون السعودية قد اتهمت عمرو موسي بالديكتاتورية في إدارة شئون الجامعة، مشيراً إلي أن شخصاً واحداً فقط بيده الإبقاء علي عمرو موسي أو تغييره، وهو الرئيس المصري حسني مبارك.
السفير أحمد قطان: الأزمة بين السعودية وعمرو موسى سببها رغبة موسى في التمديد لرجاله