النشاط : 1137348الموقع : https://www.facebook.com/groups/MansourachatGroup/
موضوع: طرابلس فوق صفيح ملتهب الخميس 30 سبتمبر - 12:26:24
يلتهب الشمال أمنياً، كلما اشتدت أزمة سياسية على المستوى الوطني، فيما تُستخدم مدنه وقراه الفقيرة كلما انحشر تيار المستقبل في زاوية سياسية حرجة. تلك المعادلة التي أرساها جهابذة المستقبل منذ العام 2005 تدفع طرابلس ومناطق الشمال نحو الهوة السحيقة من التهميش الاجتماعي والرعب السياسي، حيث تُستنفر الأجواء المذهبية الضيقة والادعاء بأن مكتسبات أهل السُّنة في خطر شديد، في ظل هجوم مذهبي أو طائفي آخر.هذا ما يحصل مجدداً اليوم مع كثرة النقاش المتشنج حول القرار الظني للمحكمة الدولية، في حين يلعب نفس الأشخاص أدوار الفتنة عند كل أزمة مستجدة، ويبرز في هذا الإطار حالياً أحاديث الهجوم المتوقع من رؤوس جبال عكار حتى المنية، وصولاً إلى طرابلس، مع الاحتياط لضرورة مواجهة 8 آذار، لمواجهة قتلة رفيق الحريري.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]كما تهمس أوساطاً مطلعة عن تحضيرات أمنية تجري في المناطق الفقيرة في طرابلس: التبانة والقبة والبداوي، وغيرها ممن تأوي عشرات الآلاف من العائلات الفقيرة، ليجري استعمالها عند الضرورة، كما كانت الحال في المراحل السابقة. يترافق هذا الأمر مع إطلالات إعلامية لنماذج من نوع بلال دقماق، الذي طالب بدور مصري أو سعودي على غرار الدور الإيراني الداعم للشيعة في لبنان.يقلل البعض من أجواء التشنج المذهبي الحاصل في طرابلس والشمال على خلفية أن الظروف اختلفت كثيراً عن السابق، ويشيرون إلى فائدة الأزمة المالية التي تضرب تيار المستقبل، مما يشلّ قدرة التيار على العبث بالسلم الأهلي في مناطق الشمال، ويقول هؤلاء إن تيار المستقبل غير قادر على تمويل حروب ومعارك وهمية مثل دعم حكومة فؤاد السنيورة في السابق، مادام أنه أوقف كل برامج مساعداته، الأمر الذي يعطّل عاملاً أساسياً في أجواء التشنج السياسي وعدم انعكاسه على الشارع، في حين يقول البعض إن الأمر يتجاوز التيار وسعد الحريري إلى القوى الإقليمية الكبرى، التي تحاول العبث الأمني، للتصويب على النيل من المقاومة والتوافق السوري - السعودي، مما قد يُعطي دفعاً للمجموعات المتطرفة المتسترة بالدين لخوض مغامرة جديدة لن تقل أضرارها عن أضرار فتح الإسلام وكوابيس نهر البارد في أيار 2007، والتي جعلت طرابلس، كما الجوار، أرضاً محروقة في صراع مذهبي عبثي.لا يخفى على أحد انفتاح بعض هؤلاء على القوات اللبنانية، رغم حساسية العلاقة بين الأخيرة ومدينة طرابلس من زمن حاجز البربارة المشؤوم واغتيال الرئيس رشيد كرامي، إذ تشير المعلومات المتسربة عن نشاط مريب يتعلق ببعض المجموعات في منطقة باب التبانة، مدعومة من القوات اللبنانية ضمن عباءة 14 آذار، والتحالف السياسي بوجه حزب الله وميشال عون، وبالتالي تسود مخاوف جدّية من افتعال حوادث أمنية على الأرض، لإظهار الأمر وكأنه صراع مذهبي في سبيل الترهيب السياسي، الذي لم يتوقف منذ العام 2005 وحتى اللحظة، رغم كثرة تصاريح قادة 14 آذار عن صون السلم الأهلي بالوحدة الوطنية.