النشاط : 1137348الموقع : https://www.facebook.com/groups/MansourachatGroup/
موضوع: حل وسط للاسيطان برعاية أميركية وسكوت عربي الخميس 30 سبتمبر - 12:21:26
كلما اقترب الوقت من الرابع من أكتوبر، موعد انعقاد لجنة المتابعة العربية في القاهرة لبحث الموقف من المفاوضات المباشرة في واقع استمرار الاستيطان، تتالت المؤشرات التي ترجح أن المفاوضات ستستمر رغم كل شيء، وأن السلطة الفلسطينية التي دعت إلى هذا التحرك العربي، تتجه نحو البقاء في العربة وفقاً لصيغة يجري تدبيرها.ويبدو أن الأيام القليلة القادمة ستكون دراماتيكية لجهة الإسراع الأميركي نحو التوصل إلى "حل وسط" لما بعد السادس والعشرين من سبتمبر، أي لمسألة انتهاء فترة تجميد الاستيطان الجزئي الذي أعلنته حكومة نتنياهو بمناورة اتفاق مع الأميركيين قبل عشرة أشهر لدفع الفلسطينيين إلى المفاوضات.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]قي هذا الصدد، أوراق اللعب السياسي كلها على الطاولة، والأمر المؤكد أن تمديد فترة التجميد الاستيطاني لم يعد وارداً، وما يبقى قيد التداول السياسي في واشنطن ورام الله وتل أبيب هو مخرج الحل الوسط الذي لن يدعو إسرائيل إلى تميد فترة التجميد - وفقاً لتأكيدات المصادر الإسرائيلية - وإنما سيطرح صيغة أميركية إسرائيلية لاستمرار المفاوضات المباشرة مع استيطان أقل ظهوراً. ويدأب مسؤولون أميركيون كبار على بلورة هذه الصيغة مع الإسرائيليين منذ منتصف شهر سبتمبر الجاري، وهي تعتمد في الأساس أفكاراً تقدم بها في واشنطن وزير الحرب الصهيوني إيهود باراك بتنسيق مع الرئيس الصهيوني شمعون بيريز.في هذه الأجواء تعود عبارة سرية سابقة لتكون مرتكز منع الانفجار وانهيار المفاوضات، العبارة هي "كبح جماح الاستيطان" التي كانت مقترحاً إسرائيلياً مع عودة الحياة إلى المفاوضات قبل أشهر. وقد تحدثت يديعوت أحرونوت عن "صفقة دائرية" طرحت بين واشنطن والقدس المحتلة ورام الله تتضمن ضبط الاستيطان الصهيوني في الضفة المحتلة والحد بشكل كبير من مظاهره المعلنة بمقابل حصول حكومة نتنياهو على رسالة خطية من الرئيس الأميركي يتعهد فيها بـ "وعود بعيدة المدى في مجالات حساسة تتعلق بأمن إسرائيل". وبالتوازي تصل إلى رام الله من الدبلوماسية الأميركية رسالة مقابلة تحمل وعدا بالتزام أمريكي بدولة فلسطينية في حدود 67 مع تبادل للأراضي. على موجة واحدةويبدو أن هذا السيناريو، مع تعديلات، سيكون الأقرب إلى التحقق بالنظر إلى أن المايسترو الأميركي راعي المفاوضات وطرفي التفاوض الفلسطيني والإسرائيلي يلتقون - كل بحساباته - على موجة واحدة هي الشعور بأن مخاطر الأزمة ونتائجها في حال انهيار المفاوضات خسائر مشتركة لهم جميعاً، ولذلك فإنهم لا يريدون أي مواجهة بعيداً عن الطاولة في هذه اللحظات، وقد أطلقوا - على اختلاف المواقع - في الآونة الأخيرة إشارات بهذا المعنى.من تلك الإشارات ما جاء من واشنطن أولاً، حيث أجرت الخارجية الأميركية بعد السادس والعشرين من سبتمبر سلسلة اتصالات مع تل أبيب ورام الله وعواصم عربية دعت فيها- خصوصاً السلطة الفلسطينية - إلى تعاطٍ هادئ مع الموقف وعدم اتخاذ مواقف مباشرة ترفع حدة التوتر في الأيام القادمة. وفي أوساط الحكومة الصهيونية شاع الحديث عن توجه لضبط التصريحات والإشارات السياسية بعد انتهاء فترة التجميد، وتزامن ذلك مع تسريبات صدرت من مكتب نتنياهو باحتمال أن يكون مستعداً لحل وسط لمسألة الاستيطان أو التوصل إلى "وسيلة للمضي قدما في المفاوضات"، كما انه طلب من معارضي تمديد التجميد ومن وزراء حكومته، تجنب إجراء مقابلات أو إعطاء تصريحات لوسائل الإعلام في هذا الشأن ودعا مجلس المستوطنات "ييشاع" إلى خفض وتائر التصدير الإعلامي لاستمرار الاستيطان.أما في حال السلطة الفلسطينية، فقد كانت التصريحات والمواقف باختلافها تعود مؤخراً إلى التأكيد على أن هناك تشبثاً باستمرار المفاوضات في توجه يرى توقفها مأزقاً جديداً لهذه السلطة في ظل استبعاد مستمر للخيارات الأخرى. وحسب مصدر فلسطيني مطلع فإن محمود عباس أسر إلى جهة عربية بأنه في موقف صعب لكنه لا يستطيع أن يعود إلى مربع سابق، وان الأمر اليوم، في ضوء التوجه الأميركي نحو التوصل إلى حل نهائي، يشكل فرصة للضغط على الإسرائيليين الذين لا يريدون التفاوض أصلاً.والواقع أن مظاهر هذا التصور لدى قيادة السلطة تمظهرت بوضوح في سلسلة من التراجعات المتلاحقة قبيل وبعد انتهاء فترة التجميد والعودة العلنية للاستيطان الصهيوني في الضفة، فرئيس السلطة الفلسطينية الذي هدد بانهيار المفاوضات المباشرة والانسحاب منها ما لم يتم تمديد تجميد الاستيطان، انتقل بعد 26 الجاري إلى إطلاق المواقف التي تترك في القول مساحة من الظلال والتأويلات في الاتجاه الآخر، فقد تجنب على منبر الأمم المتحدة التحذير من انهيار المفاوضات، وفضل استخدام عبارة "على إسرائيل أن تختار بين السلام والاستيطان"، متحاشيا عبارة "بين المفاوضات والاستيطان" بما كان يمكن أن تعنيه الكلمة من موقف عملي، ثم انتقل الخطاب السياسي القادم من رام الله إلى الحديث عن "سياسة تريث" علقت الموقف برمته في النهاية في رقبة لجنة المتابعة العربية، فيما كانت مصادر سياسية غربية تؤكد أن الموقف الفلسطيني الرسمي جاء تلبية لرغبة أميركية وأوروبية أكدت للسلطة الفلسطينية أن الأيام العشرة بين وقف التجميد وانعقاد لجنة المتابعة ستكون حاسمة في بلورة حل وسط "يرضي الطرفين" الإسرائيلي والفلسطيني. من رام الله إلى لجنة المتابعةعلى هذه الخلفية بات الأمر محسوماً ، فالمفاوضات مرشحة لأن تستمر، ولهجة رئيس السلطة الفلسطينية استقرت على مزاج من التسويغ الإنشائي والبلاغي لموقف السلطة، على نحو ما ظهرت به في باريس محطته الأولى بعد زوبعة 26 - 9 حيث راح عباس يتحدث هناك عن الأمل الذي من واجباته أن يبقيه حياً (في التفاوض دون سواه) حيث قال أيضاً إنه "كمسؤول عن الشعب الفلسطيني وعن القضية الفلسطينية لا يجوز أن يبدي اليأس ويجب البحث عن النور ولا عن الظلام" على حد قوله.لكن هناك ما هو أهم من البلاغة السياسية، فعلى الأرض لم تتوقف المفاوضات فعلاً ولا حتى علقت بعدا لسادس والعشرين من سبتمبر، بل إن صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أكدت أن طرفي التفاوض اتفقا على مواصلة المفاوضات لفترة قادمة، وسط تسريبات عن أن السلطة الفلسطينية مستعدة للتخلي عن مطلب تجميد البناء الاستيطاني بشكل كامل إذا أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استعداداً لبحث موضوع حدود 1967 وتبادل الأراضي.وبطبيعة الحال فإن لجنة المتابعة العربية تصغي الآن إلى هذه المواقف وتبني تقديراتها القادمة على أساسها، والحقيقة أن اتصالات بعض العواصم العربية وتنسيقها المسبق مع رام الله تسهم بشكل كبير في رسم الاتجاه.ويتوقع التيار العربي الرسمي الذي يدفع بالسلطة نحو المفاوضات المباشرة أن تكون الأيام المتبقية - حتى موعد انعقاد اللجنة- كافية لواشنطن كي تتمكن من تحقيق اتفاق مسبق بين السلطة والكيان الصهيوني على صيغة لتسوية الخلاف على الاستيطان، وبذلك تسهل المهمة أمام لجنة المتابعة لتوفير غطاء عربي جديد للاستمرار في المفاوضات.وبكلمة أخرى لن يكون لدى تلك اللجنة بأغلبيتها سوى الموافقة فقط، وستقوم عواصم "السلام" العربية بدور المايسترو في تنسيق التوصل إلى هذا الموقف قبل وخلال القمة. أما البيان الرسمي فالأرجح انه سيدين الاستيطان ويعتبره عقبة في طريق التفاوض والسلام، قبل أن يخلص إلى التبني الالتفافي والمضمر لصيغة الحل الأميركي الوسط الذي لخصه يوسي بيلين في صحيفة "إسرائيل اليوم" بالعبارات التالية: "يكتفي الائتلاف اليميني في إسرائيل بالنهاية الرسمية للتجميد، بينما القيادة الفلسطينية ستكتفي في أن يكون البناء في المناطق متواضعا".. وتستمر المفاوضات في الحلقة القادمة، مع إنجاز إسرائيلي جديد، لهذه المرحلة على الأقل.